يُسمع كثيراً أنه من الضروري استخدام زيت بلزوجة 20W-50، وخاصة في بلدان الشرق الأوسط. أصبح هذا الرقم مرتبطاً باللزوجة في بلدان الشرق الأوسط نظراً لارتفاع درجات الحرارة في تلك المناطق مقارنة بالغرب. هل حقاً يعتبر استخدام زيت بهذا القدر العالي مفيداً لمحركات السيارات، خاصة في الأجواء الحارة؟ وهل يمكن استخدامه في جميع أنواع محركات السيارات؟
زيت محرك بلزوجة 20W-50
زيت 20W-50 يتميز بلزوجته العالية حيث يتراوح معدل اللزوجة عند درجة حرارة 100 سلسيوس بين 16.3 و 21.9 متر مربع / الثانية. يشكل هذا الزيت طبقة عزل سميكة عند وصول حرارة المحرك للحد الطبيعي، مما يوفر حماية أفضل لأجزاء المحرك المتحركة ويمنع الاحتكاك بشكل أفضل مقارنة بالزيوت الأخرى ذات اللزوجة الأقل.
هل فعلا اللزوجة العالية التي تتميز بها زيوت الـ20W-50 هي ميزة؟
بالفعل، الزيوت ذات اللزوجة العالية توفر حماية ممتازة للأجزاء المتحركة داخل المحرك، لكنها تواجه صعوبة في التدفق بسرعة عند بدء تشغيل المحرك. قد يستلزم الأمر ما يقارب 48 ثانية حتى تصل هذه الزيوت الكثيفة إلى قمة المحرك، أي إلى رأس السلندر. تتباين سرعة تدفق الزيت من محرك لآخر، لكن تشغيل المحرك لمدة 48 ثانية دون تزييت كافٍ في أعلاه يشكل خطرًا كبيرًا ويمكن أن يؤدي إلى أضرار جسيمة على المدى الطويل نتيجة الاحتكاك الشديد الذي يحدث في أعلى المحرك مع كل عملية تشغيل.
إجابيات وسلبيات استعمال زيت بدرجة لزوجة 20W-50.
رغم أن زيوت السيارات ذات اللزوجة العالية مثل 20W-50 تتفوق في بعض الجوانب مقارنةً بالزيوت الأخف وزناً، إلا أن هناك عيوباً قد تحول دون استعمالها في محرك سيارتك.
خصائص زيت 20W-50
يوفر حماية للأجزاء المتحركة داخل المحرك. كما يتعامل مع المشكلات الناجمة عن نقص الزيت، خصوصًا عند حدوث تسرب للزيت إلى غرف الاحتراق نتيجة للتلف الذي يصيب حلقات المكابس.
مساوئ استخدام زيت بتركيز 20W-50
- يؤدي استخدام زيت 20W-50 إلى استهلاك مرتفع للوقود.
- يؤثر سلباً على قوة التسارع في السيارة.
- يتميز ببطء في الانتشار عند بدء التشغيل، مما قد ينتج عنه صوت طقطقة في اللحظات الأولى لتشغيل المحرك.
- يتأخر في العودة إلى خزان الزيت، مما يمكن أن يسبب إضاءة مؤشر ضغط الزيت على لوحة المعلومات، خصوصًا عند القيادة بسرعات عالية.
- لا يُعد الخيار الأمثل لكافة أنواع المحركات، وبشكل خاص تلك المحركات المصممة حديثًا.
استعمال زيت بلزوجة 20/50 في دول الشرق الأوسط.
في الواقع، ليس هناك صلة مباشرة بين لزوجة الزيت ودرجة حرارة البيئة المحيطة، خصوصًا في المناطق التي لا تتعرض لتدني درجات الحرارة إلى الصفر المئوي أو أقل.
قد يعتقد البعض أن زيت بمواصفات 20W-50 يكون مناسبًا للعمل في درجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية، لكن الحقيقة أن الرقم 50 يشير إلى خصائص لزوجة الزيت عندما تكون درجة الحرارة 100 درجة مئوية. يتعلق هذا بمعدل تدفق الزيت وكفاءته في التحرك داخل الممرات الضيقة للمحرك تحت ضغط محدد. وقد تم اختيار هذا الرقم ليكون بديلاً عن تعبيرات أكثر تعقيدًا بهدف تسهيل فهم خصائص الزيوت على المستهلكين.
في الماضي، كانت شركات صناعة السيارات تنصح باستخدام زيت بلزوجة 20W-50 في مناطق الشرق الأوسط ذات الأجواء الحارة، حيث كان يُعتقد أن الزيوت ذات اللزوجة الأعلى تُفضل لأنها تسهم في تبريد المحرك وتحافظ على خصائصها حتى مع ارتفاع درجات الحرارة.
لكن مع التقدم التكنولوجي في صناعة المحركات و
الزيوت، لم تعد
شركات السيارات توصي بشكل عام باستخدام زيوت بلزوجة عالية مثل 20W-50. إذ أن الزيوت الحديثة تحتوي على مكونات إضافية مثل المحسنات والبوليمرات التي تعمل على ثبات اللزوجة، وبالتالي أصبح دور
زيت المحرك يقتصر على التزييت والحماية، بينما يُعهد بمهمة التبريد إلى أنظمة التبريد المتطورة التي تبرد المحرك وزيته وزيت ناقل الحركة في آن معًا.
خلاصة الأمر، في الماضي كان زيت 20W-50 هو الخيار المثالي لبلاد الشرق الأوسط، لكن في الوقت الحالي لم يعد هذا الزيت مرتبطًا بالمنطقة بشكل خاص. رغم ذلك، ما زال متوافرًا في الأسواق نظرًا للاستمرار في الطلب عليه، حيث يستخدمه البعض لأغراض معالجة قضايا محددة في المحرك. ومع ذلك، من الأهمية بمكان التركيز على معالجة الأسباب الجذرية بدلاً من مجرد التعامل مع الأعراض. إذا كنت تلاحظ انخفاضًا مستمرًا في مستوى زيت المحرك، فمن الضروري البحث عن مصدر التسريب وإجراء الإصلاحات المطلوبة. قد يثبت أن تكلفة هذه الإصلاحات أقل بكثير من استمرار استخدام زيت بلزوجة عالية، الذي قد يؤدي إلى زيادة استهلاك الوقود. على مدار العام، قد تجد أن التوفير في استهلاك الوقود يفوق تكلفة الصيانة اللازمة للمحرك.
يتم اختيار الزيت المناسب لكل محرك من قبل الشركة المصنعة استنادًا إلى معايير محددة، تشمل معدل وكمية ضخ الزيت. هذه المعلومات تساعد في تحديد اللزوجة المثالية للزيت التي تضمن تدفقه السلس داخل المحرك وتجنب التأخير في عودة الزيت إلى الحاوية. بالتالي، يُنصح دائمًا باتباع توصيات الشركة المصنعة للحفاظ على أداء المحرك وطول عمره.